الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

وطني فلسطين يأبى النسيان ويرفض الاستيطان ؟




إن مفهوم الاستيطان يقوم أساساً على تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال السكان الذين ينتمون لدولة الاحتلال مكانهم عبر الوسائل التعسفية والقهرية وما يرافق ذلك من مصادرة للأراضي العامة والخاصة دون مراعاة لأي اعتبارات إنسانية أو سياسية أو غيرها، إن الاستيطان عدوان متواصل أداته إرهاب الدولة وغايته تهويد كامل الاراضى الفلسطينية
كتب عضو الكنيست الإسرائيلي السابق يشعياهو بن فورت في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.. فى بداية السبعينات..

"لا صهيونية بدون استيطان، ولا دولة يهودية بدون إخلاء العرب ومصادرة أراضي وتسييجها"

تماماً فالاستيطان الإسرائيلي هو التطبيق العملي للفكر الاستراتيجي الاسرائيلى الذي انتهج فلسفة أساسها الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، بعد طرد سكانها الفلسطينيين بشتى الوسائل بحجج ودعاوي دينية وتاريخية باطلة، وترويج مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وجلب أعداداً، كبيرة من شتات اليهود من مختلف أنحاء العالم، وإحلالهم بدلاً من العرب الفلسطينيين، بهدف إقامة دولة على المنطقة العربية، لما تلعبه فلسطين من أهمية استراتيجية في هذه البقعة من العالم.
ان سرطان الاستيطان الصهيوني يتفشى بأستمرار منذ عام 1967 ،وقد عملت حكومات اسرائيل جاهدةً على بناء وتوسيع المستوطنات، سواء من حيث توسيع رقعتها او زيادة عدد سكانها. نتيجة هذه السياسة، يعيش اليوم حوالي 380،000 مستوطن اسرائيلي يحملون الجنسية الاسرائيلية، في مستوطنات الضفة الغربية وشرقي القدس ، وتستغل اسرائيل الظرف الدولي وانشغال الفلسطينين بمشاكلهم الداخلية في توسيع الاستيطان
مع اعتلاء حزب التكتل (الليكود) للحكم في عام 1977، بدأت الحكومة ببناء مستوطنات في جميع انحاء الضفة الغربية، خاصة في المناطق التي يتركز فيها الفلسطينيون، على قمم الجبال وفي المناطق الواقعة غربي خط رام الله-نابلس. هذه السياسة تنبع من دوافع امنية وايديولوجية معاً.

وقد وصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة في منتصف عام 2000 إلى 193 ألف مستوطن، وإذا أضفنا إليهم 180 ألفا يسكنون داخل حدود بلدية القدس التي تم توسيعها عام 1967، يصبح عدد المستوطنين 393 ألفا يسكنون في 144 مستوطنة في الضفة الغربية و15 بمدينة القدس و17 بقطاع غزة.

.استمرار الاستيطان الإسرائيلي يعني تدمير عملية السلام
هذه النتيجة الحتمية يؤكدها العديد من رجال السياسة وعلى سبيل المثال:
يقول صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية "أن أقصر الطرق للأمن والسلام في المنطقة تتمثل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل وحل قضايا الوضع النهائي (القدس والحدود والمستعمرات والمياه والأمن والعلاقات والأسرى)، استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة
.
وطالبت الدول العربية يوم الجمعة في 26 سبتمبر 2008 خلال نقاش على مستوى الوزراء في مجلس الامن الدولي, بانهاء الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية .

وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي دعت بلاده لعقد الاجتماع ان "استمرار الاستيطان يجعل من اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة امرا مستحيلا".

لكنه اكد أن مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة أرادت اغتنام فرصة تواجد العديد من الوزراء في نيويورك بمناسبة الجمعية العامة للامم المتحدة

ولم ينته الاجتماع بإقرار أي نص، من جهته اعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الاستيطان اليهودي "بلغ حدا من شأنه ان يقضي على كل امل بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة".

وشدد على ان "استمرار الاستيطان يحول الدولة الفلسطينية الى سراب".


واعربت اللجنة الرباعية ايضا عن "قلقها العميق حيال انشطة الاستيطان الاسرائيلي المتزايدة التي تؤثر تأثيرا سلبيا على مناخ المفاوضات وتعرقل نهوض الاقتصاد الفلسطيني".

ومن الملاحظ مع تزايد وتفشي سرطان الاستيطان الصهيوني في فلسطين ازدياد المذابح والمجازر الاسرائيلية بدءاً بمذبحة دير ياسين والقمع والقتل والتدمير والاغتيالات المستمرة مروراً بالأحد الأسود والحرم الإبراهيمي وآخرها وليس أخيراً مجزرة غزة.
والخلاصة التي نستنتجها ان ما ذكناه سابقاً يسبب احراجاً للمفاوض الفلسطيني وتقويضاً للعملية السلمية الجارية
قد يكون باب المفاوضات مفتوحاً بالمستقيل إلا إنه سوف يكون مغلقاً في النهاية.
ان الاستيطان عدوان متواصل أداته إرهاب الدولة، وغايته تهويد كامل فلسطين. لكن السؤال الى متى يستمر الاستيطان ؟
وان الارض للفلسطينين تأبى النسيان

ليست هناك تعليقات: